علي عريبي عراقي يستحق الشكر!

مشاهدات

 




بقلم: أستاذ الفكر السياسي

الدكتور: أنمار نزار الدروبي



توطئة:


تعيش الأمم والشعوب في حياتها مراحل مفصليّة وقد ترقى أن تكون مصيرية في وجودها التاريخي، لن أبالغ القول إذا أصف المرحلة التي يعيشها العراق اليوم بأنها كذلك.  سوف أسرد بعض الحيثيات ومعالم الأخطار الاقتصادية الجسيمة التي تحيط في العراق لكي أضع المواطن العراقي العظيم أمام مسؤوليته في المشاركة بتطوير الاقتصاد الذي يعتبر الأساس في مصيره الشخصي ومصير وطنه وأمته في أعقد مرحلة تاريخية عاصفة. ما يمر به العراق اقتصاديا مرحلة صعبة لا تسمح بالمجازفة في اختيار من نُحب أو لعبة تجريب لمحاولة تغيير واقع ربما نستاء من بعض جوانبه. بكل جرأة وبدون تحفّظ العراق اليوم يحتاج إلى العقول الاقتصادية التي تستطيع أن تنقل الواقع المعيشي للمواطن الى أعلى مستوياته. عليه نحن في هذه المرحلة أمام حرب وجود.


ولأن موازين الدول تثقل بمقدار قوتها العسكريّة والاقتصادية. هذا المعيار يبقى معلولا لعوامل أخرى تتبع السياسة والنظام. فكم من قويّ لا يمتلك الشجاعة والإقدام، وكم من غنيّ لا يحسن إدارة المال. هذه المعادلة الساخنة المخيفة وحدها ستكشف حجم القوّة والقدرات الاقتصادية لمن يزايد في امتلاكها. بلا أدنى شك يعد الاقتصاد المحرّك العملي الذي يبدد الجمود ويفضح خفايا السياسة ويرسم حدودا على الأرض.


وبعد: 


لا أحد يمكنه التكهّن بمدى السيطرة على حدود المعركة الاقتصادية في العراق وتطورها الذي قد يتوسع. هذه التعقيدات إضافة لملابسات أخرى، يمكن من خلالها أن نفرق بين رجل يعمل ويجتهد ويبذل قصارى جهده في دعم البنى التحتية وبين بهلوان بألف لون وضمير ضرير. وهنا أخص بالذكر عنوان كبير لا يستهان به هو رجل الأعمال العراقي الدكتور (على عريبي)، قيمة وقامة علمية واقتصادية لا يمكن تجاهل وضعها في معادلة الصراع الاقتصادي وتطورات ما يجري أو سينتج من تطور البنى التحتية في العراق. لسنا بمعرض الكلام عن شخصيّة الرجل بقدر ما نعني وزن ما انجزه من بناء وغيره بمعيار العقلية الاقتصادية التي تمثله.


من هذا المنطلق فإن الحديث عن الدكتور (على عريبي) يتجاوز حدود شخصيته الرسمية، فهو أسد عراقي، يقود معركة وجود كيان اقتصادي، يضرب في كل الجبهات وينتصر. حيث استطاع عريبي أن ينقل الاقتصاد العراقي من حالة السبات والجمود الى حالة الانفتاح والحيوية، فهي ثورة عريبي الاقتصادية التي ربما ستضع مستقبلا للأسس العلمية لبناء اقتصاد عراقي يحكم سلوك السوق وفق القواعد والضوابط المحكمة ويدفعه للتطور العالمي بعيدا عن السياقات التقليدية الروتينية، بنفس الطريقة التي تدفع الكائنات الى الهجرة من أجل البقاء واتمام دورة وجودها الحي، أما العاجزون والمقعدون فهؤلاء تتجاوزهم الحالة الاقتصادية. كل هذه العوامل الجدلية وغيرها في مناخ السياسة والاقتصاد لم تبتعد عن مدارك الدكتور عريبي الذي كانت ومازالت وستبقى رؤيته الاقتصادية تسير بخطى مدروسة ومختمرة تنسجم مع متطلبات التغيير البشرية.  ومنذ بداية انطلاقة حركة الاعمار بالعراق تحصن الدكتور (على عريبي) بالحكمة وعدم الوقوف ضد تيار الاصلاح والتغيير الثوري الاقتصادي.


في السياق ذاته أن المواطن العراقي (على عريبي) رجل شجاع أعطى لرجل الاقتصاد العراقي مكانته عربيا وإقليميا، وفجر كل الطاقات بنظام حيوي معاصر يواكب العالم المتقدم. لاسيما أن الدكتور (على عريبي) رجل لا يرتدى الملابس التنكرية، ولا يغش فى الاقتصاد، ولا يبحث عن شكر من أحدا. عريبي شكره الوحيد يمنحه للشعب العراقي، ومن خلال مساهمته في تطوير حركة الإعمار. أن ما انجزه عريبي من بناء وعمل في العراق قد نزع ورقة التوت عن النصابين والفاسدين. من هنا فإن رجل الأعمال العراقي الذي لا اعرفه شخصيا ولم التقي به طوال حياتي يعبر عن مرآة رجل الاقتصاد المحترف، وفي نفس الوقت فهو نور الحقيقة للإنسانية وداعم للعملية التربوية في العراق، حيث تبرع الدكتور عريبي ببناء مدرستين في ديالى، إضافة إلى ذلك فقد تبرع ببناء خمسة محاكم في بغداد مجانا لتثبيت دعائم دولة العدل والحق وليسود القانون، كل هذا الإنجاز  بعيدا عن البزنس. من هنا يعتبر عريبي نموذجًا رائعا للعراقي الوطني المثالي.


إن الحقيقة التي لا غبار عليها هي أن تركيبة هذا الرجل وقاعدة استناد بناءه الاقتصادي تتقبل التغيير بوجوب استحقاق التطور، وإن شواهد كثيرة وتداعيات متسارعة تجعلنا نصل إلى حقيقة مهمة مفادها. إن المعادلة الاقتصادية القديمة في العراق لم تعد تصلح وتتماشى مع الوضع الاقتصادي والسياسي في منطقة الشرق الأوسط. وإن هذه المنطقة سوف تشهد الفترة القادمة أجندة وترتيبات اقتصادية، وفق معطيات جديدة بواقع القرار الذي ستفرضه المعادلة الاقتصادية وليست المعادلة السياسية، تلك المعادلة الاقتصادية التي تحتاج رجال وعقول اقتصادية مرنة ومتطورة وقادرة على مواجهة التقلبات الاقتصادية في العراق، إضافة إلى توفير نمو مستدام يمتد لسنوات قادمة.


إرسال تعليق

0 تعليقات